أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميثم الجنابي - الظاهرة الإسلامية في روسيا (5-6)















المزيد.....



الظاهرة الإسلامية في روسيا (5-6)


ميثم الجنابي
(Maythem Al-janabi)


الحوار المتمدن-العدد: 3613 - 2012 / 1 / 20 - 16:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"الإسلام السياسي" في داغستان


إذا كان تباين الظاهرة الإسلامية في منطقتي حوض الفولغا وشيشانيا يقوم في مستوى التفعيل السياسي للإسلام، فإنهما تشتركان في وضوح الصيغة النهائية والاحتمالات الواقعية لمسار "الإسلام السياسي". أما بالنسبة لداغستان (ومن خلاله شمال القوقاز ككل)، فان "الإسلام السياسي" هو الإشكالية الأكثر تعقيدا بسبب تنوع الاحتمالات القائمة فيه وعدم تكافؤها الداخلي.
ففي داغستان تتضح كامل مشاكل روسيا الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والقومية. فالانهيار الاقتصادي بلغ في داغستان درجته القصوى، إذ انخفض فيه الإنتاج الصناعي والزراعي إلى 75% عما كان عليه الأمر في المرحلة السوفيتية. وبلغت البطالة أرقاما قياسية حيث بلغت أكثر من نصف القادرين على العمل وبالأخص بين الشباب. وأصبح الضياع الفكري والروحي حالة طبيعية بعد سقوط الأيديولوجية الشيوعية الجامعة لتنوع العرقيات والقوميات. أما قوميا فقد أدت الأسباب المذكورة أعلاه وعلى خلفية تحلل البنية الاجتماعية وهرميتها التقليدية إلى توتير العلاقات بين الأقوام والشعوب والعرقيات القاطنة في داغستان.
وفجّر تضافر هذه المشاكل الحالة الاجتماعية والسياسية والقومية في داغستان من جهة، وبين داغستان وروسيا (المركز) من جهة أخرى. وفي ظل التحولات التي جرت في روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وأحداث شيشانيا الدامية بدأ تفعيل العامل الإسلامي يتخذ مظاهرا غاية في التنوع، ويصعب التحكم به من جانب السلطات والقوى الاجتماعية والسياسية أيضا. فغياب أيديولوجية موحدة في ظل تنوع اثني هائل وانهيار اقتصادي وتهشيم البنية الاجتماعية والأخلاق، يجعل من الصعب تبلور العناصر العقلانية في الفكر والسياسة.
يمكننا القول، بان داغستان هي روسيا مصغرة من حيث مكوناتها العرقية والقومية. وهو عنصر جميل من حيث محتواه الثقافي، قلق من الناحية السياسية في حالة غياب آلية موحدة تأخذ بنظر الاعتبار صيغة التجاوب المتبادل، التي تشكلت تاريخيا في مجرى تجارب الأعراق والقوميات نفسها. وقد صنع تاريخ داغستان فسيفساء عرقية وقومية مبنية على أسس تراتبية مقبولة من جانب الجميع، وموحدة روحيا بالإسلام والعادات(الجبلية) .
تحتل داغستان الموقع الأكبر والأساسي إلى جانب شيشانيا في شمال القوقاز. حيث يقطن في أراضيها عشرات الأعراق والأقوام والتجمعات والطوائف مثل الافاريون (حوالي 539 ألف نسمة) والدارغينيون (حوالي 308 ألف نسمة) والليسغينيون (حوالي231 ألف نسمة) والكوميكيون (250 ألف نسمة) واللاكيون (حوالي 98 ألف نسمة) والنغاتسيون (حوالي 31 ألف نسمة) والتاباسارانيون (حوالي 87 ألف نسمة) والروتولويون (حوالي 16 ألف نسمة) والتساخوريون (حوالي 6 ألف نسمة) والأغوليين (حوالي 15 ألف نسمة) والعنديين وكذلك الشيشانيين – الاكينيين (حوالي 92 ألف نسمة) والأذربيجانيين (حوالي 82 ألف نسمة) والتتر والتاتيين والاسيتينيين المسلمين وغيرهم من الأقوام الصغيرة. وأبدع تاريخهم تراتبية حافظت على وحدة داغستان استنادا إلى معايير الاحترام والتقدير لا إلى القوة والبطش. إذ يحتل الافاريون، على سبيل المثال، راس الهرم في البنية القومية والاجتماعية والسياسية والروحية، وإلى جانبهم أو بعدهم تتوالى الأقوام الأخرى مثل اللاكيون والكوميكيون والدارغينيون، باعتبارهم أقدم شعوب داغستان وأكثرها أثرا في تاريخه السياسي والثقافي. فمن بين الافاريين ظهرت حركة المريدين بقيادة الإمام شاميل، وهم يعيشون أساسا في غرب داغستان في مناطق خونزاخ وغونيب وشرشبيل، أي في اشد المناطق وعورة. في حين يسكن اللاكيون وسط داغستان. وهم اكثر الأقوام حظا من الثقافة. في حين ينقسم الليسغينيون إلى قسمين، أحدهما في داغستان(روسيا) والقسم الآخر في أذربيجان وإيران. أما الكوميكيون فيعيشون في شمال وشمال شرق داغستان، وبالأخص في مناطق خسافيورت وبابايورت وكزيليورت. أما التاباسارانيون فيعيشون إلى الشمال من الليسغينين، وهم اقرب إليهم لغة، وحافظوا تاريخيا على وحدتهم وتقاليدهم القديمة وأما النغاتسيون فهم بقايا الشعوب التركمانية من قبائل الخروف الأسود والخروف الأبيض.
وأنتجت هذه التركيبة تراتبية عرقية واجتماعية بين الشعوب والأقوام كما نعثر عليها في احترام الشيوخ وحب الصغار. وتجسّدت هذه التراتبية في كل شيئ، مما أعطى لوحدتها الداخلية شعور الانتماء للكل الداغستاني، التي رسّخها الإسلام وثقافته الروحية بينهم. أما تنوع المذاهب من سنية شافعية وحنفية، وشيعية جعفرية، وطرائقية صوفية من شاذلية وقادرية ونقشبندية وبالأخص بين الافاريين والكوميكين، أي بين الأقوام الأكثر رفعة، فانه لم يؤثر على وحدة الإسلام في داغستان.
ولم يعق هذا التنوع وحدة الإسلام في داغستان وانتشاره بين شعوب القوقاز. فقد لعبت داغستان دورا هائلا في نشر الإسلام بين الشيشانيين والانغوشيين. وظهر في داغستان شخصيات فكرية وروحية إسلامية كبرى مثل أبو بكر محمد بن موسى الدربندي (القرن الرابع الهجري). وهو من بين الشخصيات الأكثر شهرة وتأثيرا في تقاليد التصوف في داغستان. تأثر بالغزالي، واتبع في الفقه مذهب الشافعي. ووضع أحد اشهر كتبه وأكثرها تأثيرا في الطرائق الصوفية ألا وهو (ريحان الحقائق وبستان الدقائق)، الذي يمكن اعتباره أحد المصادر الأساسية بالنسبة للتصوف العملي في داغستان. وتميزت آراءه بالاعتدال والتقيد المتزن لآداب المعاملة. وكذلك تجدر الإشارة إلى محمد بن موسى القدطولي (القرن العاشر الهجري) والحسن الكودالي (القرن الحادي عشر الهجري).
وتميز تاريخ الإسلام في داغستان بمستوى ثقافي متطور بالنسبة للقوقاز. من هنا الاهتمام بالعلوم الدينية وضعف عناصر العادات الجبلية قياسا بمناطق القوقاز الأخرى. وهو أحد الأسباب التي تفسر الخلاف الشديد بين علماء الدين الداغستانيين وبين الإمام شاميل في دعوته إياهم للإفتاء بالجهاد ضد الغزو الروسي.
انتشر الإسلام في داغستان منذ القرن السابع الميلادي واستمر حتى القرن العاشر. وارتبط أول الأمر بالفتوحات العربية الإسلامية (حيث اسلم في تلك المرحلة كل من الأذربيجانيون والليسغينيون والتاباساريون والروتوليون)، ثم اخذ بالانتشار من خلال الدعاة والصوفية ما بين القرن 10-16، حيث انتشر حينذاك بين الاوغليين واللاكيين والدارغينيين والناغايتسيين والعنديين والشيشانيين.
استمرت هذه العملية بالأخص في مجرى نضال القوقاز ضد الاحتلال الروسي، التي رافقت قيادة المسلمين لها، وبالأخص من جانب أئمة داغستان وشيشانيا. وبلغت ذروتها في نهاية القرن التاسع عشر بداية القرن العشرين. ومازالت مستمرة إلى الآن.
وفي الإطار العام لا يشذ تاريخ الإسلام والمسلمين في داغستان عن المسار والصورة العامتين عنهما في المناطق الأخرى. حيث استمرت هذه الحالة بمقوماتها المشار إليها آنفا حتى ثورة أكتوبر عام 1917، التي أشركت الشعوب المضطهدة في عملية تثوير راديكالية شاملة. ولم تشذ داغستان عن تأثير هذه الراديكالية. فقد أدت التحولات الاجتماعية إلى خلخلة البنية الاجتماعية للتراتبية التقليدية. فإذا كان الداغستانيون حتى الثورة يعيشون في المناطق الجبلية ويزاولون مهنة الرعي، فان بناء المصانع والتمدين وتطوير الزراعة هدم هذه البنية التقليدية. فقد كانت نسبة الكوميكين، على سبيل المثال في المدن 7،5% عام 1926، في حين بلغت 40% في عام 1970. وارتفعت نسبة التاباسارانيون لنفس الفترة من 0،1% إلى 16،2%. وهكذا الحال بالنسبة لجميع الأقوام الأخرى. في حين هاجر الكثير منهم إلى داخل روسيا للإقامة الدائمة فيها أو للعمل المؤقت. حيث يحتلون حوالي 60% من نسبة عمال البناء في أرياف الشرق الأقصى(الروسي).
وتعرضت اللغة والأبجدية إلى تغيرات عديدة. فقد كانت الأبجدية العربية هي السائدة قبل الثورة. أما اللغة العربية فقد كانت لغة علماء الدين والمثقفين. وبعد الثورة جرى اعتبار اللغة العربية لغة رجعية! واستعيض عنها لفترة باللغة الكوميكية (والأذربيجانية). وبعد عام 1923 جرى إحلال اللغة التركية بفعل تحسن العلاقات التركية - السوفيتية. واستمرت هذه الحالة حتى عام 1928 ومع حلول عام 1933 أخذت تسوء العلاقة بين روسيا وتركيا. وتبعها ضعف اللغة التركية واضمحلالها اللاحق. ففي عام 1933 كان عدد الجرائد المطبوعة باللغة التركية 9 جرائد من اصل 12 جريدة. ومع حلول عام 1935 وجدت إلى جانب 10 جرائد تركية 12 جريدة بالايبرية القوقازية و8 جرائد بالفارسية. ومنذ عام 1935 حلت الأبجدية اللاتينية وفي عام 1938 جرى الاستعاضة عنها بالأبجدية الكيريلية (الروسية).
وينطبق هذا على الموقف من الدين والمؤسسة الدينية (الإسلامية). حيث جرى تصفية علماء الدين وهدم المساجد والقضاء على المدارس الدينية في مجرى السياق العام لمعاداة الدين في المرحلة السوفيتية. فقد كان عدد المساجد في داغستان قبل الثورة حوالي 2656 مسجدا في حين هبط حتى عام 1977 إلى 27 مسجدا. في حين لم يبق من المدارس البالغ عددها 806 قبل الثورة في عام 1977 مدرسة واحدة. في حين انخفض عدد علماء الدين لنفس الفترة من 40000 شخصا إلى 50 شخصا فقط.
واستندت هذه التغييرات الراديكالية التي مسّت بنية العلاقات الاجتماعية والقومية والثقافية إلى إستراتيجية بديلة تنطلق من رؤية خاصة(بلشفية) عن ضرورة استبدال التراتبية التقليدية بنظام سياسي – إداري مع تعزيز فكرة "القومية الداغستانية" وترسيخها بأيديولوجية شيوعية. بينما لا ضابط ولا قيود للتحولات التي رافقت مرحلة البيريسترويكا والديمقراطية الروسية المعاصرة. حقيقة أن المرحلة السوفيتية لم تقض بصورة نهائية على تقاليد الماضي. إذ تحولت الأيديولوجية الشيوعية، كما هو الحال بالنسبة للإسلام في ظل السلطة السوفيتية، إلى شيئ اقرب للعادات منه إلى الفكر والنظام. فكلاهما استجاب لفكرة وروح الجماعة والوحدة. وليس مصادفة، على سبيل المثال، ألا تتقبل داغستان نظام الرئاسة، وأبقت على نظام المجلس العام لإدارة شئون الدولة عبر تمثيل مختلف القوميات فيه. في حين ساهمت التحولات التي جرت ي مجرى وبعد انحلال الاتحاد لسوفيتي على تفتيت القدر المتبقي من الوحدة، واستثارة مختلف التناقضات الاجتماعية والقومية والفكرية، مثل الصراع على الأرض وانقسام المؤسسة الدينية (الإسلامية) على أساس قومي ومناطقي. وأصبح الإسلام والتراث الإسلامي جزءا من معترك المصالح الاقتصادية الضيقة وألاعيب السياسة. بحيث جرى تحويله (وبالأخص من جانب السلطات وبعض أعضاء البرلمان) إلى وسيلة للربح والمقايضة المالية.
في ظل هذه التجزئة بدأت تتبرعم من جديد العناصر التي حفظت لداغستان فيما مضى تماسكه الداخلي، أي الإسلام الشعبي المتحرر من سيطرة السلطات والمصالح العابرة والضيقة. وازداد تأثير وهيبة الطرق الصوفية كالنقشبندية والقادرية والشاذلية وشيوخها القدماء والمعاصرين. وأخذت قبورهم تتحول إلى مزارات، كما هو الحال بالنسبة لقبر الشيخ عبد الرحمن السفراتلي النقشبندي بين الكوميكيين، والشيخ محمد البلقاني (الذي قتل عام 1922) بين الافاريين. في حين اخذ يتعمق (في مجرى وبعد الحرب الروسية - الشيشانية الأولى) إدراك قيمة الموروث الثقافي الإسلامي بالنسبة للحفاظ على الهوية من الانحلال التام في نزاعات لا تحصى. لاسيما وأن المرحلة الأخيرة كشفت عن خطورة التحلل الاجتماعي والأخلاقي الذي رافقته موجة صراعات دموية حادة واغتيالات فردية وجماعية وتفجيرات في منطقة تعودت وتربت تاريخيا على احترام الشيوخ والنساء والوفاء بالعهد واحترام الكلمة والجار وكرم الضيافة وغيرها من الفضائل. وهو السبب الذي بدأ يدفع الكثيرين للاحتماء بالطرق الصوفية واستعادة موروثها الروحي القديم، باعتباره الرد الأول على حالة التشرذم والصراع.
إننا نقف أمام ظاهرة تحول الإسلام إلى مبدأ عملي لتوحيد القوى المجزأة. ولا يغير من حقيقة هذه الظاهرة ارتباطها الأولي بعناصر العرقية والجهوية، كما هو الحال بالنسبة لانتشار القادرية بين العنديين والنقشبندية بين الدارغينيين والكوميكين، كما نرى أيضا تحول الشاذلية إلى طريقة مقبولة عند الجميع.
وتبع هذه الظاهرة صعود تيارات "الإسلام المتمرد"، أو ما أطلقت عليه وسائل الإعلام في روسيا آنذاك (ولحد الآن) تسمية الوهابية. وفيه تيارات شتى. وليس المقصود بالوهابية هنا سوى التسمية التي أطلقتها في بداية الأمر "الإدارة العامة لشئون المسلمين في داغستان" على الحركات الإسلامية بشكل عام والراديكالية منها بشكل خاص، التي "خرجت" عن تأثيرها التقليدي. وهي إدارة كانت في الأغلب تمثل الاستمرار الخنوع للسلطة (القيصرية والسوفيتية والديمقراطية) وذيلها الذليل. ثم تناقلت هذه التسمية وتمسكت بها واقتنعت "بفاعليتها" وسائل الإعلام والسلطات الروسية من بين العسكر والشرطة والأمن! وليس مصادفة أن تطابق وسائل الإعلام والسلطات بين هذه الحركات وبين ما تدعوه بالقوات "غير الشرعية" و"الحركات الانفصالية". واتهمتهم القوى الخاضعة في الأغلب للسلطة بمختلف الاتهامات، بحيث جرى "قانونيا" تحريم وتجريم "الوهابية" في داغستان، كما جرى وصفهم في إعلان "مؤتمر مسلمي شمال القوقاز" المنعقد في مدينة غروزني عام 1999 "بالتيار الرجعي المتطرف في الإسلام". أما في الواقع، فإنها حركات ظهرت منذ سبعينيات القرن العشرين ونمت في الثمانينيات وبرزت قوتها المباشرة في التسعينيات. آنذاك برزت بوضوح ظاهرة التسييس العارم للحركات الإسلامية.
ففي عام 1989 يشكل خصبولات خصبولاتوف حزب (جماعة المسلمين) وعام 1990. ويظهر حزب (النهضة الإسلامي) برئاسة كيبيدوف، وفي عام 1991 ينتخب أختايف عضوا في مجلس الشعب في داغستان. وإذا أخذنا بنظر الاعتبار أن لهؤلاء الثلاثة تاريخ عريق نسبيا في الحركة الإسلامية في الاتحاد السوفيتي وروسيا بالتحديد، فان من الممكن توقع ممارستهم اللاحقة بعد انحلال الاتحاد السوفيتي. ذلك يعني أن للنشاط السياسي الإسلامي في المنطقة تاريخه الخاص، الذي كان ينمو خارج فكرة "التطرف" و"الانفصال" وما شابه ذلك.
لقد جرت هذه العملية ضمن ما أسميته بصعود المركزية الإسلامية ونمو مظاهرها المتنوعة، باعتبارها التيار الثقافي والسياسي للأمم الإسلامية. فقد أطلقت هذه الحركات على نفسها منذ البدء أسماء متنوعة مثل "جماعة المسلمين" و"الإخوان" و"أتباع السلف الصالح" وما شابه ذلك، أي أنها حاولت السير في طريق استعادت التاريخ الإسلامي وتلقائيته المباشرة في السلوك الفردي والاجتماعي. وهي عملية كان لابد لها أن تؤدي إلى تفعيل مختلف الرموز التاريخية وإدراجها أو دمجها في معترك الوجود المادي والمعنوي للأمم الإسلامية.
فقد كان النشاط الأولى لهذه الشخصيات موجها من اجل "توحيد مسلمي القوقاز" في الصراع ضد بقايا "السلطة السوفيتية" في داغستان. بعد ذلك تحولوا تدريجيا إلى النضال من اجل إقامة "جمهورية إسلامية". وبعد انحلال الاتحاد السوفيتي وزواله بصورة نهائية تغيرت مصائر هذه الشخصيات والحركات التي أنشأتها. إذ انحلّ وزال الكثير منها. حينذاك برزت إلى السطح، وبالأخص في النصف الثاني من التسعينيات توجهات ثقافية وتربوية إسلامية تجسدت في نماذج متنوعة مثل "الحركة الإسلامية" و"المركز الإسلامي للقوقاز" و"مجمع الحكمة الإسلامي" و"حزب إمامة قرجاي" وغيرها. وبسبب التحولات التي تعرضت لها هذه الحركات والسلطة وأسلوب المواجهة والتصادم بينهما جرى منع وتجريم وتحريم اغلبها وسجن الكثير من قياداتها بين أعوام 1998 و1999، وبالأخص بعد إعلان "قانون" منع نشاط "الوهابية".
فقد كان المسار العام والأفكار الأولية لهذا التيار يصبان في نفس قوالب وتقاليد الرد الإصلاحي القائل بضرورة "تطهير" الإسلام من "البدع". والمفارقة التاريخية والسياسية والثقافية في داغستان بعد انحلال الاتحاد السوفيتي تقوم في أن "تبديعهم" من جانب المؤسسة الدينية الرسمية والسلطة كانت رد فعل على محاربة هذا التيار"للبدع" السائدة في داغستان والمؤسسة الدينية الرسمية وسلوك السلطة. وهي حالة طبيعية ميزت وتميز وسوف تميز على الدوام حالات الاحتكاك الحاد بين "القديم" و"الجديد"، التي تتخذ أحيانا صيغة التجديد والإصلاح وأحيانا صيغة التقليد المتطرف. وفي كل الأحوال ففي هذا الاحتكاك تتولد مختلف شرارات الصراع والجدل. وهي مفارقة لها معناها الخاص في القوقاز، والتي شكل التيار المدعو "بالوهابية" أحد نماذجها المقلقة للسلطات والمجتمع على السواء.
فقد انطلق هذا التيار من المبدأ العام القائل بان القرآن والسنة هما إماما المسلمين. ومن ثم لا مصدر حق مطلق غيرهما. من هنا معارضته الشديدة للتصوف والصوفية في القوقاز، وبالأخص للطرق النقشبندية والقادرية والشاذلية. ومن هنا أيضا انتقاده لزيارة قبور الأولياء، والذكر العلني والمستتر وتوزيع الصدقات عند القبور والاحتفال بالمولد النبوي. وهي صفات تثير في الذاكرة التاريخية صورة الوهابية الأولى في موقفها من الصوفية والأولياء والقبور وما شابه ذلك، إضافة إلى فكرتها عن إمامة القرآن والسنة. ويذكّر بالتشابه بينهما أيضا الدعوة للجهاد ضد المشركين والمرتدين، باعتباره احد الفروض الواجبة. وشدد هذا التيار على انه لا يفضل الجهاد الأكبر على الأصغر. من هنا ايضا انتقاده استسلام الصوفية للنظم المعادية للإسلام والمسلمين.
وارتبطت الحركة "الوهابية" في القوقاز بشخصية الأخوين بهاء الدين وعباس كيبيدوف وأختاييف، عندما أسسا أول حلقة سرية في سبعينيات القرن العشرين لدراسة اللغة العربية وأصول الدين الإسلامي! وفي بداية الثمانينيات جرى قمع هذه الحلقات من جانب قوات الأمن والشرطة والحزب! غير أنها عادت للظهور بقوة منذ بداية التسعينيات وتبلورت في حركة فكرية سياسية تحت أسم (الجماعة). وأخذت هذه "الجماعات" تنتشر في اغلب المدن والقرى القوقازية بما في ذلك في مدينة آستراخان.
فقد اعتمد كيبيدوف في توجهه الفكري والسياسي أساسا على تجارب الحركات الإسلامية في العالم العربي، وبالأخص من زيارته لبعض الدول العربية عندما أخذت بالتراخي الحدود الصارمة على السفر إلى الخارج والاتصال بالأفراد والجماعات والأحزاب. ووضع أهم آراءه في عدد من الكتيبات والمقالات، لعل أهمها كراس (الصلاة) وأربع رسائل في الجدل مع الصوفية، وكذلك رسالة عن أصول الدين وأصول الفقه والجهاد. أما أختايف فقد كان الأكثر اعتدالا بين ممثلي هذا التيار. فهو لم يعارض ولم يقف بالضد من الصوفية وأهل التصوف، كما كان لين التعامل مع السلطات ووجه جل اهتمامه صوب التنوير والتعليم الإسلامي. بينما مثل أيوب الاستراخاني الصيغة الأكثر تشددا في مواقفها الفكرية والعملية من المبادئ العامة "للجماعة". فقد دعا أيوب الاستراخاني إلى إعلان المناطق الإسلامية داخل روسيا "دار الحرب"، كما دعا إلى ما اسماه بتحرير القوقاز من الكفار الروس. وجعل من ذلك مقدمة "الجهاد الأكبر"، كما لو انه أراد استعادة بعض ما قال به ودعا إليه ومارسه الإمام غازي محمد قبل حوالي قرنين من الزمن.
وشأن كل الحركات السياسية الفكرية الحادة في بداية أمرها تعرض هذا التيار إلى انشقاقات عديدة كان أكثرها وأكبرها تأثيرا ذاك الذي قاده أختايف، الذي استقطب الأتباع في مناطق غونيب وخسافيورت (داغستان). كما حصل على تأييد كبير في العاصمة الداغستانية مخاجكاله.
غير أن مركز الحركة ظل بأيدي الأخوين كيبيدوف، وبالأخص عند بهاء الدين، فقد كان هو الشخصية الأقوى. حيث تمثلا التقاليد الصارمة الداعية إلى تطهير الإسلام من كل ما علق به والعمل من اجل ذلك باليد واللسان والقلب. وعمل من اجل ذلك بمختلف السبل، سواء من خلال المركز الإسلامي الذي أسساه، أو عبر معارضة ومحاربة الصوفية والسلطة الداغستانية، إضافة إلى استعمال كل الأساليب الشرعية المتاحة للنضال مثل المظاهرات والبرلمان والتحركات السياسية والتصادم مع قوات الشرطة وكذلك المواجهة الإعلامية على صفحات جريدة (الخليفة) وجريدة (راية الإسلام) التي استمرت من عام 1993 حتى 1998. وتوصل هذا التيار في نهاية المطاف إلى ضرورة إعلان الجهاد من اجل تحقيق الأهداف المعلنة. أي أننا نرى فيه صورة النماذج والشخصيات الإسلامية التي واجهت السيطرة الروسية على مدار قرون عديدة.
وقد دفع ذلك بالسلطة المركزية وركيزتها المباشرة في داغستان للقيام بحملة مضادة شديدة ضد هذا التيار واتهامه بأشنع الاتهامات، مثل تصويره ب"إسلام الدولار" و"إسلام الصعاليك" و"العصابات" و"التطرف" و"التعصب" وما شابه ذلك. وهي اتهامات باطلة في اغلبها. بل يمكن تأكيد الحكم القائل، بان اغلب هذه الصفات تنطبق بكامل حذافيرها على السلطات المركزية والمحلية. فالسلطة المركزية الروسية لا تريد إسلاما مجاهدا، لأنها لا ترى فيه بدأ من القيصرية ومرورا بالسوفيتية وانتهاء بالديمقراطية سوى نموذجا "للحركة الانفصالية" الخاضعة "للقوى الأجنبية"! فالسلطة الروسية، تاريخيا، لا تحب إلا الدين الخاضع الخانع الأسير لرغباتها، الذي لا يعرف سوى التصفيق والتأييد والمباركة! ويكفي تأمل تاريخ السلطات الروسية على امتداد قرون عديدة لنرى تكرر نفس المواقف والسلوك، كما هو جلي في سياسة تدمير المدن وحرق القرى وقتل الأبرياء والنساء والأطفال والشيوخ والحيوانات وقطع الأشجار والدعوة علنا لاغتيال قيادات الحركة التحررية واعتباره فضيلة وبطولة! كما نرى ونسمع نفس الاتهامات عن رجال المقاومة مثل وصفهم "بالقتلة والمجرمين واللصوص وقطاع الطرق". كما نرى ونسمع نفس الاتهامات القديمة التي أطلقت على أئمة المسلمين الكبار في القوقاز مثل غازي محمد وحمزة وشاميل وكثير غيرهم "بالنبي الكاذب" و"المغامر" و"عملاء تركيا"، أما الآن فيطلق عليهم "الرئيس الغير معترف به" و"الانفصاليون" و"المرتزقة العرب". ذلك يعني أن وراء هذه الاتهامات والصراع أبعاد ثقافية ودينية عميقة أيضا، وليس فقط سياسية. مع أن السلطة المعاصرة تحاول أن تعطي لذلك عبر إعلامها المقيد والخاضع كليا لسيطرتها بعدا سياسيا فقط.
مّثل هذا التيار في ظروف داغستان المعاصرة، رد الفعل المباشر على طبيعة التحولات التي جرت في المنطقة بعد انحلال الاتحاد السوفيتي واستيلاء الطفيلية الليبرالية على مقاليد الحكم والثروة وتبريرها النظري والعملي لفكرة "تحرر" الدولة من مسئوليتها أمام المجتمع والفرد. وتجسد ذلك في داغستان بتحلل "الهرمية المعنوية" بين أعراق وقوميات داغستان وتحولها إلى هرمية سياسية اقتصادية واجتماعية، عبّرت عن نفسها بصعود الافاريون إلى سدة الحكم، وتحول الطريقة النقشبندية بشخصية الشيخ سعيد أفندي إلى طريقة شبه "رسمية" في الدولة.
وهو السر القائم وراء المقاطعة الحادة من جانب هذا التيار للسلطة في داغستان ومحاربته للطرق الصوفية. والشيء نفسه يمكن قوله عن محاربة ومقاطعة بل وتكفير رجال المؤسسة الدينية والطرق الصوفية لهذا التيار. وبلغت هذه المواجهة اوجها عام 1996، عندما أعلن بعض أنصار هذا التيار مناطق وجودهم الخاصة "مناطق إسلامية" خاصة. حيث تمركزوا حينذاك في وسط داغستان في منطقة بويناك وبالأخص في قراها الثلاث قره - ماخي وجابات - ماخي وقدار. وبلغ عددهم آنذاك حوالي 12000 شخصا. وأطلقوا على قراهم تسمية "مناطق الإسلام" وعلى أنفسهم "الجماعة الإسلامية" وانتخبوا أميرهم مختار عطايف، وعقيدهم العسكري جار الله حجي محمد مع شرطة عسكرية قوامها 600 شخصا. بينما أطلقت المجموعة التي يقودها خصبولات خصبولاتوف في قرية غوبدين على نفسها تسمية "الجماعة الإسلامية". أما معقل بهاء الدين كيبيدوف فقد كان في قرية كازيليورت.
وفي معارضتهم لتقاليد زيارة الأولياء ذهبوا إلى ضرورة هدم قبر أم الشيخ الصوفي الكبير حجي كونته (ت-1867) أحد شيوخ الصوفية الكبار في شيشانيا، الذي ولد في نهاية القرن الثامن عشر في قرية أنخو. وكانت شيخوخته الصوفية تكمن، شأن كبار الصوفية في بداية سلوكه الأدبي. حيث تميز كونته بسلوك أخلاقي رفيع وحب للعمل وذكاء حاد. تتلمذ على يد الشيخ النقشبندي غازي حجي في منطقة زنداق. وقد زار مكة وحج البيت في نهاية الخمسينيات من القرن التاسع عشر، حيث تأثر بالطريقة القادرية واخذ يبشر بها. وكان سلوكه الظاهري والعملي يختلف شديد الاختلاف عن سلوك الإمام شاميل. فقد دعا بالخلاف عن شاميل إلى الوقوف ضد الحرب وضد استعمال القوة. وطالب بتهذيب النفس وتنويرها الأخلاقي. وكانت مبادئ طريقته الصوفية مبنية أساسا على قواعد وحدة الشيخ والمريد وضرورة خضوع المريد خضوعا تاما للشيخ، وتحرير قلب المريد من العلائق، واحترام جميع الناس، والعمل على خدمة المسلمين. كما ادخل تقاليد الذكر التي طالبت المريد بتكرار عبارة "لا اله إلا الله" مائة مرة. ومن هنا تسمية اتباعه بالذكريين. إلا انه عاش في ظرف كانت هذه الأفكار تتعارض من حيث صداها مع التيار الجارف العام الداعي للمواجهة المباشرة مع الغزاة الروس للمنطقة. مما اضطره للهجرة إلى العالم العربي عام 1858. ولكنه عاد من جديد إلى شيشانيا عام 1861، وأخذ بالتبشير بآرائه، التي جلبت له الكثير من المريدين، وبالأخص بعد اعترافه بإمامة الشيخ شاميل. الا ان ذلك جلب عليه ايضا حنق القيصرية التي اعتقلته عام 1863، وقتل بعد أربع سنوات من الاعتقال عام 1867.
اما المؤسسة الدينية والسلطة فقد توصلتا بعد بضع سنوات إلى ضرورة تحريم "الوهابية" في داغستان، كما تجسد ذلك في قانون منع الوهابية على أراضي داغستان الذي اتخذته الحكومة (مع انه يعارض الدستور) في 15-9-1999.
غير أن ممارسة القمع والقهر الموجهة ضدهم أدت إلى ازدياد شعبيتهم عبر انتقالها إلى باطن القرى والجماهير. وأصبحت "الوهابية" التيار الأوسع انتشارا وتأثيرا في مختلف مناطق القوقاز. ذلك يعني أن هذا التيار لم يعد محصورا ومحاصرا في بعض قرى داغستان، بل اخذ يتغلغل في كل مدن وقرى شمال القوقاز.
وبعد موت أختايف عام 1998 تحولت قيادة التيار إلى كيبيدوف، الذي انتقل للعمل إلى شيشانيا. وهناك حصل على تأييد ودعم سياسي وأيديولوجي ومعنوي من جانب الشخصيات المؤثرة فيها آنذاك مثل اودوغوف وياندربييف وشاميل باصايف. وفي عام 1999 أسس كيبيدوف (جيش القوقاز الإسلامي).
لم يكن انتقال كيبيدوف إلى شيشانيا فعلا طارئا، بقدر ما كان نتاجا لتلاقي التوجهات والمنطلقات والغايات بين التيارات التي تقاسمت تقاليد الحركات التحررية لما يسمى "بحرب الثلاثمائة سنة" بين الروس والمسلمين في القوقاز، وبين مساعيها الحالية في الخروج من روسيا. فقد سبق لادوغوف وان شكل "حزب النظام الإسلامي" عام 1997، كما أسس سوية مع شاميل باصايف "مؤتمر شعوب ايجكيريا وشيشانيا"، وقوته العسكرية في "فيلق السلام الإسلامي" بقيادة الأمير خطاب.
إن تنوع الردود الإسلامية على الحالة العرقية والقومية والاجتماعية والروحية يستمد مقوماته من تنوع وتباين مستويات الانهيار والتجزئة. إلا أننا نكتشف في هذه العملية ملامح تجميع الكيان الداغستاني من خلال استثارة عناصر الوحدة فيه عبر صياغة " نماذج مثلى" للعمل. وليست "المناطق الإسلامية" و"الجماعة الإسلامية" و"الأمير الإسلامي" و"الشرطة الإسلامية" سوى الردود المنظمة الأولى على حالة الانهيار والتفكك في المجتمع والسلطة. أي أنها الرد الإسلامي المنظم على الحالة السياسية والاجتماعية والأمنية والأخلاقية في داغستان المعاصرة. وليس مصادفة أن تسعى السلطات لجر هذه المجموعات إلى مواجهة مسلحة معها. إلا أنها تعرضت للفشل بفعل السياسة الحكيمة التي اتبعتها هذه المناطق وقياداتها التي أكدت على أن ما تقوم به الجماعات الإسلامية في مناطقها لا يتصف بالإكراه، وأن الناس أحرار باختيار نمط الحياة الذي يريدوه، وأن ذلك لا يتعارض مع قوانين الدولة. وما قيل عن الجماعات الإسلامية يمكن قوله عن حركة المريدين المتزايدة كما ونوعا.
من كل ذلك يبدو واضحا اتجاه تجميع القوى ورصّها بالشكل الذي يعيد لداغستان إمكانية تجنب الحرب الداخلية(الأهلية) والخارجية (مع المركز الروسي). ومن هنا بقاء الاحتمالات المتنوعة لتسييس الظاهرة الإسلامية في داغستان ما بين الاعتدال والتطرف. ولكنها احتمالات تصب في اتجاه تعميق وترسيخ الأبعاد السياسية للظاهرة الإسلامية في داغستان. والاتجاه الغالب فيها حاليا هو التيار المعتدل بسبب تناسب تيار المريدين والسلفيين (الجماعات الإسلامية). وهما تياران قابلان للاقتراب والتلاقي والاندماج في حال ضعف العناصر الراديكالية والمتطرفة في التيار السلفي وإقصاء جناح الغلو والانعزال فيه.
***



#ميثم_الجنابي (هاشتاغ)       Maythem_Al-janabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الظاهرة الإسلامية في روسيا (4-6)
- الظاهرة الإسلامية في روسيا (3-6)
- الظاهرة الإسلامية في روسيا (2-6)
- الظاهرة الإسلامية في روسيا (1-6)
- الهاشمي أم الهامشي ومعضلة النخبة السياسية في العراق المعاصر
- (وصية) بليخانوف الأخيرة، أم آخر اختراعات -التكنولوجيا القذرة ...
- الفكرة الإصلاحية في (رسالة التوحيد) للشيخ محمد عبده
- شخصية ومصير - الهجويري
- التوتاليتارية وإشكالية الحرية والنظام في العراق
- التوتاليتارية والراديكالية (البعثية- الصدامية) - أيديولوجية ...
- التوتاليتارية – أيديولوجية الطريق المسدود
- نبوة المختار – قدر التاريخ وقدرة الروح!
- السياسة والروح في شخصية المختار الثقفي
- العقيدة السياسية لفكرة الثأر الشامل في العراق (الماضي والحاض ...
- فردانية المعرفة الصوفية ووحدانية العارف
- كلمة الروح وروح الكلمة في الابداع الصوفي
- النادرة الصوفية
- فلسفة الجهاد والاجتهاد الإسلامية (5-5)
- فلسفة الجهاد والاجتهاد الإسلامية (4)
- فلسفة الجهاد والاجتهاد الإسلامية(3)


المزيد.....




- لوموند تتابع رحلة متطرفين يهود يحلمون بإعادة استيطان غزة
- إبادة جماعية على الطريقة اليهودية
- المبادرة المصرية تحمِّل الجهات الأمنية مسؤولية الاعتداءات ال ...
- الجزائر.. اليوم المريمي الإسلامي المسيحي
- يهود متشددون يفحصون حطام صاروخ أرض-أرض إيراني
- “متع أطفالك ونمي أفكارهم” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ب ...
- لولو يا لولو ” اظبطي تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد ...
- أمين عام -الجماعة الإسلامية- في لبنان: غزة لن تبقى وحدها توا ...
- وزيرة الداخلية الألمانية: الخطوط الحمراء واضحة.. لا دعاية لد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميثم الجنابي - الظاهرة الإسلامية في روسيا (5-6)